الجمعة، 5 أغسطس 2011

لننصت



أُنصِت للصوت المُتبدل في جوف الظلام
حكاية تحكيها الأم لأطفالها في شهر الصيام
هم منصتون مثلي تماماً وأعينهم إليها يتفرسون فيها الأمل
غير أنهم لا يفهمونها كما أفهمها أنا ؛


فرِحون برمضان
 ف بعده يأتي العيد !
ينتظرون يوماً تُقدم لهم عيديةٍ من جارهم
أو بعض جيرانهم
لكي يلبسون ملابسٍ جديدة
ويشترون هدايا لهم
ويفرحون كباقي الأطفال



الأم تحكي حكاية أُخرى في قلبها
"اللهم لا تحرمهم هذه الفرحة وهم مني
اللهم أكرم قلبي بهم كباراً
كما أكرمتني بهم صغارا"



الليل يُدثرهم حُلماً أبيضاً
ينامون واجسادهم تلف بعضها على نفس السرير
والأم تجلس كل ليلةٍ أمامهم وقلبها برتعش
تعصر كفيها وعيونها تنزف
تخنق البكاء لكي لا توقضهم
وشفتيها يُردد آية الكرسيّ
وكثيراً من الدُعاء


انهم يصومون سنةٍ كاملة
ولا يأتيهم رمضان إلا إسماً
يلبسون نفس الثياب في كل عيد
إلا أن فرحتهم لا تحرم قلب الأم فرحةٍ
فهم لا يفهمون حكاية الحياة بعد !

هناك 6 تعليقات:

  1. يصومون اضطراراً طيلة أيام العام
    غير أنهم يفقدون رائحة الطاع عند حلول الأذان

    ردحذف
  2. نكثر من الدعاء لهم
    حين لا نقدر ع الأفعال من أجلهم
    فإن الله لم ينسهم أبد وكان أجرهم عظيما

    ردحذف
  3. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . .
    مشاعرك أخي عبدالله عميقة بحق، تصور حياة بشر يئن بصمت.."تحسهبهم أغنياء من التعفف"

    خلف أبواب البيوت كثيرون هم كذلك
    لن تكشف عنهم إلا الروابط الاجتماعية
    والتواصي بالخير. .
    وفقنا الله لفعل الخيرات
    أخي عبدالله المنذري سررت بالمرور هنا
    وكل رمضان وأنت إلى الله أقرب .

    ردحذف
  4. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    أهلا أخي أحمد
    هو تشريف لي أن أجد أسمك هنا
    وهو رائع أن تقرأ نص يكتبني وأكتبه

    ما خلف الأبواب
    أمر عظيم وموجع
    وليس لنا إلا الدعاء لمن في حاجة لنا
    عسا الله ان يلبي ندعاء كل محتاج ويرزقهم
    ويسعد أطفال العام وان لا يحرمهم السعادة
    وان تقر عين كل ام ويرضى عنهن


    يارك الله لك أخي أحمد
    وفي صيامك وطاعتك ..

    ردحذف
  5. هم في راحة أكثر عندما لا يفهمونها عبدالله
    فكم هو شقاء تلك الأم التي حفظت عن ظهر غيب تفاصيل الحياة المنهكة ..!

    ردحذف
  6. هم كذلك حين لايفهمون الحياة
    وحين يكبرون سيرونها بحجمهم
    قادرون ع لملمة جراح أمهم

    شكرا شذا

    ردحذف